للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وهذا من أكبر ما يحتاج إليه الكاتب، لأن هذا هو الذي عليه مدار جودة الخط.

ثم قال: وقلّما يدرك علم هذا الفصل إلا العالم الحاذق بهندسة الخط، مع ما يكون معه من الأناة وحسن التأدية.

ومن كلام المقرّ العلائيّ ابن فضل الله: ينبغي للكاتب ألّا يكثر الاستمداد بل يمدّ مدّا معتدلا، ولا يحرّك اللّيقة «١» من مكانها، ولا يعثر بالقلم فإن ذلك عيب عند الكتّاب، ولا يردّ القلم إلى اللّيقة حتّى يستوعب ما فيه من المداد، ولا يدخل منه الدواة كثيرا، بل إلى حدّ شقّه، ولا يجاوز ذلك إلى آخر الفتحة، ليأمن تسويد أنامله، وليس ذلك من خصال الكتّاب.

وأما وضع القلم على الدّرج «٢» فقال أبو عليّ بن مقلة: ويجب أن يكون أوّل ما يوضع على الدّرج موضع القطة منكبّا.

[الجملة الثالثة في وضع القلم على الأذن حال الكتابة عند التفكر]

قال محمد بن عمر المدائني: يستحبّ للكاتب في كتابته إذا فكّر في حاجة أن يضع القلم على أذنه؛ وساق بسنده إلى أنس بن مالك «٣» رضي الله عنه: أن معاوية بن أبي سفيان كان يكتب للنبيّ صلى الله عليه وسلم، فكان إذا رأى من النبيّ صلى الله عليه وسلم إعراضا وضع القلم في فيه، فنظر إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: «يا معاوية إذا كنت كاتبا فضع القلم على أذنك فإنّه أذكر لك وللمملي» .

وساق بسنده أيضا إلى زيد بن ثابت «٤» رضي الله عنه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر

<<  <  ج: ص:  >  >>