وإلى ما تبقّى منهما، قال في «موادّ البيان» : وهو محقّق للخبر، دالّ على قرب عهد الكتاب وبعده.
[الجملة الثانية (في وجه الاحتياج إليه)]
قال محمد بن عمر المدائني في كتاب «القلم والدواة» : أجمعت العلماء والحكماء والأدباء والكتّاب والحسّاب على كتابة التاريخ في جميع المكتتبات.
قال صاحب «١»«نهاية الأرب» : ولا غنية عنه، لأن التاريخ يستدلّ به على بعد مسافة الكتاب وقربها، وتحقيق الأخبار على ما هي عليه. وقد قال بعض أئمة الحديث: لما استعملوا الكذب استعملنا لهم التاريخ. وقد اصطلح الكتّاب على أنهم يؤرّخون المكاتبات والولايات ونحوها مما يصدر عن الملوك والنّواب والأمراء والوزراء وقضاة القضاة ومن ضاهاهم، بخلاف المكاتبات الصادرة عن آحاد الناس، فإنه لم تجر العادة فيها بكتابة تاريخ.
الجملة الثالثة (في بيان أصول التواريخ)[وهو على قسمين]
قال القضاعيّ في «عيون المعارف في تاريخ الخلائف» : كانت الأمم السالفة تؤرّخ بالحوادث العظام وبملك الملوك، فكان التاريخ بهبوط آدم عليه السّلام، ثم بمبعث نوح، ثم بالطّوفان، ثم بنار إبراهيم عليه السّلام.
ثم تفرق بنو أبراهيم؛ فأرّخ بنو إسحاق بنار إبراهيم إلى يوسف؛ ومن يوسف إلى مبعث موسى عليه السّلام؛ ومن موسى إلى ملك سليمان عليه السّلام. ثم بما كان من الكوائن. ومنهم من أرّخ بوفاة يعقوب عليه السّلام، ثم