الحياة لولا لطف الله والله لطيف بعباده، وهذا ببركة المولى ودعائه الذي كان يرفعه والخواطر والأسماع مع بعد الشّقّة تشهد به وتسمعه، جعل الله التهاني مع الأبد واردة منه وإليه، وشكر إنعامه وأتمّ نعمته عليه، إن شاء الله تعالى.
قلت: وكتبت للمقرّ العلائيّ علاء الدين الكركيّ «١» وهو يومئذ كاتب «٢» السّرّ الشريف في الدولة الظاهرية «برقوق»«٣» في سلطنته الثانية، وقد برأ من مرض نظما (بسيط) .
أفديه من جسد قد صحّ من سقم ... فبات جوهره خال «٤» من العرض
قرّب الله مزاره، وأدنى جواره، وأعان أعوانه ونصر أنصاره، ولا زالت الأنفس لقربه مسرورة، ورايات مجده في الملإ الأعلى وأحزاب الإسلام بهيبته على أعداء الدّين منصوره.
المملوك يقبّل الباسطة العالية بسط الله ظلّها، وشكر على الأولياء فضلها، وينهي أنه اتّصل به طيّب أخباره، وقرب مزاره، فتضاعف شوقه، وتزايد توقه، وهيّجت صبابته لا عجه، وسهّلت إلى نيل المسرّة طرقه ومناهجه (وافر) .