[الفصل الثاني (في بيان أنواع العهود، وهي ثلاثة أنواع)]
النوع الأوّل (عهود الخلفاء عن الخلفاء، ويتعلّق النظر به من ثمانية أوجه)
الوجه الأوّل (في أصل مشروعيّتها)
والأصل في ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قيل لعمر عند موته:«ألا تعهد؟ فقال: أأتحمل أمركم حيّا وميّتا؟ إن أستخلف فقد استخلف من هو خير منّي، [يعني أبا بكر «١» ] : وإن أترك فقد ترك من هو خير منّي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم» . فأثبت استخلاف أبي بكر رضي الله عنه بذلك، مشيرا إلى ما روي: «أنّه لما اشتدّ بأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه الوجع، أرسل إلى عليّ وعثمان ورجال من المهاجرين والأنصار، فقال: قد حضر ما ترون، ولا بدّ من قائم بأمركم، فإن شئتم استخرتم لأنفسكم، وإن شئتم استخرت لكم. قالوا: بل اختر لنا، فأمر عثمان فكتب عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (على ما سيأتي ذكره) - فقال عمر: لا أطيق القيام بأمور