قال «١» : وكان هذا الخليج أحد نزهات الدنيا يسار فيه يوما بين بساتين مشتبكة وأشجار ملتفّة وفواكه دانية.
قلت: أما الآن فقد ذهب ذلك، وبطل الخليج وعوّض عنه ببحر أبي المنجا «٢» الآتي ذكره.
[الخليج الرابع خليج الإسكندرية]
وهو خليج مخرجه من الفرقة الغربية من النيل عند قرية تسمّى العطف «٣» تقابل فوّة «٤» ، مدينة المزاحمتين، ويميل غربا حتّى يتصل بجدران الإسكندرية، وتدخل منه قناة تحت الأرض إلى داخلها، ويتشعب منها شعب كثيرة تدخل دورها، وتخرج من دار إلى أخرى، ويخالط آبارها فيحلو ماؤها وتملأ منها صهار يجها حينئذ فتمكث من السنة إلى السنة.
وكانت فوّهة هذا الخليج فيما تقدم جنوبي فوّهته الآن عند قرية تسمّى الظاهرية «٥» من عمل البحيرة، وكان يمرّ على دمنهور مدينة البحيرة، ثم نقل إلى مكانه الآن ويقال إن أرضه في القديم كانت مفروشة بالبلاط.