وليها عنه (أبو منصور تكين) ثالث مرة في السنة المذكورة.
ثم وليها عن القاهر بالله (محمد بن طغج) في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. ثم وليها عنه (أحمد بن كيغلغ) ثانيا في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأقره عليها المكتفي ثم المستكفي بالله بعده.
ثم وليها عن المطيع لله (أبو القاسم الإخشيد)«١» في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ثم وليها عنه (علي بن الإخشيد) سنة تسع وثلاثين «٢» وثلاثمائة؛ ثم وليها عنه (كافور الإخشيدي) الخادم في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وكان يحب العلماء والفقهاء، ويكرمهم، ويتعاهدهم بالنّفقات، ويكثر الصدقات حتّى استغنى الناس في أيامه، ولم يجد أرباب الأموال من يقبل منهم الزكاة فرفعوا أمر ذلك إليه فأمرهم أن يبتنوا بها المساجد ويتخذوا لها الأوقاف ففعلوا؛ ثم وليها عنه (أحمد بن علي الإخشيد) في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وهو آخر من وليها من العمّال عن خلفاء بني العباس بالعراق.
الطبقة الثانية من وليها من الخلفاء الفاطميين المعروفين بالعبيدييّن
أول من وليها منهم (المعزّ لدين الله أبو تميم معدّ بن تميم بن إسماعيل بن محمد بن عبيد الله المهديّ) وإليه ينسبون، جهز إليها قائده جوهرا، من بلاد المغرب إلى الديار المصرية ففتحها في شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة على ما تقدّم في الكلام على قواعد الديار المصرية وانقطعت الخطبة العباسية منها؛ ورحل المعزّ من المغرب إلى مصر فوصل إليها ودخل قصره بالقاهرة في سابع رمضان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وصارت مصر والمغرب مملكة واحدة، وبلاد المغرب نيابة من مصر. وتوفّي ثالث ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاثمائة.