للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلطان هذه البلاد رجل مسلم. قال في «تقويم البلدان» : وهو من ولد «سيف بن ذي «١» يزن» . قال في «مسالك الأبصار» : وأوّل من بثّ الإسلام فيهم الهادي العثمانيّ، ادّعى أنه من ولد «عثمان بن عفّان» رضي الله عنه وملكها، ثم صارت بعده لليزنيّين.

وذكر في «التعريف» : أن سلطان الكانم من بيت قديم في الإسلام، وقد جاء منهم من ادّعى النسب العلويّ في بني الحسن. ثم قال: وتمذهب بمذهب «الشافعيّ» رضي الله عنه. قال في «مسالك الأبصار» : وملكهم على حقارة سلطانه، وسوء بقعة مكانه، في غاية لا تدرك من الكبرياء، يمسح برأسه عنان السماء، مع ضعف أجناد، وقلة متحصّل بلاد، لا يراه أحد إلا في يوم العيدين بكرة وعند العصر. أما في سائر السنة فلا يكلمه أحد ولو كان أميرا إلا من وراء حجاب.

قال: والعدل قائم في بلادهم، ويتمذهبون بمذهب الإمام «مالك» رضي الله عنه، وهم ذوو اختصار في اللباس، يابسون في الدّين، وعسكرهم يتلثمون، وقد بنوا مدرسة للمالكية بالفسطاط ينزل بها وفودهم.

المملكة الخامسة (بلاد مالّي ومضافاتها)

و (مالّي) بفتح الميم وألف بعدها لام مشدّدة مفخّمة وياء مثناة تحت في الآخر. وهي المعروفة عند العامّة ببلاد (التّكرور) . قال في «مسالك الأبصار» :

وهذه المملكة في جنوب المغرب، متّصلة بالبحر المحيط. قال في «التعريف» :

وحدّها في الغرب البحر المحيط؛ وفي الشرق بلاد البرنو وفي الشّمال جبال البربر، وفي الجنوب الهمج. ونقل عن الشيخ سعيد الدّكّالي: أنها تقع في جنوب مرّاكش ودواخل برّ العدوة جنوبا بغرب إلى البحر المحيط. قال في «مسالك الأبصار» : وهي شديدة الحرّ، قشفة المعيشة، قليلة أنواع الأقوات، وأهلها طوال

<<  <  ج: ص:  >  >>