قال محمد بن عمر المدايني في كتاب «القلم والدواة» : أوّل من اكتنى في كتبه «الوليد بن عبد الملك» . قال النوويّ في «الأذكار» : والأدب أن لا يذكر الرجل كنيته في كتابه ولا في غيره إلا أن لا يعرف إلا بكنيته، أو كانت الكنية أشهر من اسمه. وقال أبو جعفر النحاس: إذا كانت الكنية أشهر، يكنّى على نظيره ويسمّى لمن فوقه ثم يلحق «المعروف أبا فلان، أو بأبي فلان» .
ثم الكنية من المكتوب عنه قد تكون في صدر الكتاب كما يكتب عن الخلفاء «من عبد الله ووليه أبي فلان فلان أمير المؤمنين» أو في موضع العلامة كما يكتب في الطغراة من السلطان لملوك الكفر بعد سياقه ألقاب السلطان «أبو فلان فلان» أو في العنوان كما كان يكتب في المصطلح القديم «من أبي فلان فلان إلى فلان» .
[النوع الثاني (تكنية المكتوب إليه)]
وبه كان الاعتناء في الزمن المتقدّم لا سيّما إذا كان المكتوب إليه ممّن يستحقّ التعظيم بالتكنية. وكنية المكتوب إليه تارة تكون في عنوان الكتاب كما يكتب «إلى أبي فلان فلان» وتارة تكون في صدر الكتاب كما كان يكتب «من فلان إلى أبي فلان فلان» .
[النوع الثالث (تكنية المكتوب بسببه)]
وهي تارة تذكر في طرّة الكتاب فيقال فيمن قصد تعظيمه «بما قصده أبو فلان فلان» واستعماله قليل. وتارة تذكر في أثناء الكتاب حيث يجري ذكره.