العروة الوثقى، والخصلة الّتي بها يعظم كلّ واحد ويرقى؛ فليواظب عليها، وليصرف وجه العناية إليها؛ والله تعالى المسؤول أن يجعل علم علمه دائما في الآفاق منشورا، وذكره الطّيّب على ألسنة الخلائق كلّ أوان مذكورا.
المرتبة الثانية (من تواقيع أرباب الوظائف الدّينية بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «أما بعد حمد الله» ؛ وفيها عدّة وظائف)
وهذه نسخ تواقيع من ذلك.
توقيع بقضاء العسكر بدمشق، كتب به للقاضي شمس الدّين «محمد الإخنائي»«١» الشافعيّ، ب «الجناب العالي» ؛ وهو:
أما بعد حمد الله تعالى مضاعف النّعمة، ومرادف رتب الإحسان لمن أخلص في الخدمة، ومجدّد منازل السّعد لمن أطلعت كواكب اهتمامه في آفاق الأمور المهمّة، والصلاة والسلام الأتمّين الأكملين على سيدنا محمد وآله الّذي بشّر بنصر هذه الأمة، ووعد بأن سيكشف به غمام كلّ غمّة، وأنّه يتجاوز عن أهلها بشفاعته وكيف لا؟ وقد أرسل للعالمين رحمة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة تجزل لقائلها نصيبه من الأجر وتوفّر قسمه- فإنّ أحقّ الأولياء من تأكّدت له أسباب السعادة، وكافأناه بالحسنى وزيادة، وبلّغناه من إقبالنا غاية مآربه ومطالبه، وعرفت منه العلوم الّتي لا يشكّ فيها، والنّباهة الّتي لا يقدر أحد من أقرانه يوفّيها، والخبرة الوافية الوافرة، والدّيانة الباطنة والظّاهرة، وسار بعلومه المثل، وسلك مسلك الأولياء في العلم والعمل، واعتبرت أحواله الّتي توجب