قال ابن سعيد: قال الرازي: وهي إحدى القواعد التي بنتها ملوك العجم للقرار.
قال: وكان قد اتّخذها سلاطين الأندلس قبل الإسلام سريرا لملك الأندلس، وكانت في دولة بني أميّة يليها عظماء منهم ثم صار الكرسيّ بعد ذلك بطليوس، وقد صارت الآن للنصارى.
ويحكى أنه كان بكنيستها حجر يضيء الموضع من نوره، فأخذته العرب أوّل دخولها.
ومنها (يابرة) بياء آخر الحروف وألف وباء موحدة وراء مهملة وهاء في الآخر وهي مدينة ذكرها في «تقويم البلدان» بعد ذكر بطليوس استطرادا.
[القاعدة الرابعة (إشبيلية)]
قال في «تقويم البلدان» : بكسر الألف وسكون الشين المعجمة وكسر الباء الموحدة وسكون المثناة من تحت ولام وياء ثانية تحتية وفي آخرها هاء. قال:
ومعنى اسمها المدينة المنبسطة. وهي مدينة أزليّة في غرب الأندلس وجنوبيّه على القرب من البحر المحيط، موقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد: حيث الطول تسع درج وعشر دقائق، والعرض سبع وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وهي على شرقيّ نهرها الأعظم وجنوبيه، ولها خمسة عشر بابا، ومملكتها غربيّ مملكة قرطبة، فطول مملكتها من الغرب من عند مصبّ نهرها في البحر المحيط إلى اعلى النهر من الشرق مما يلي مملكة قرطبة نحو خمس مراحل وعرضها من الجزيرة الخضراء على ساحل الأندلس الجنوبيّ إلى مملكة بطليوس في الشّمال نحو خمسة أيام، وبينها وبين قرطبة أربعة أيام، وهي الآن بيد ملوك النصارى. ولها عدّة كور في جنوبي نهرها وشماليّه.
فأما كورها التي في جنوبي نهرها وهي الأكثر:
فمنها (كورة أركش) قال في «تقويم البلدان» : بالراء المهملة معقل في غاية المنعة.