قلت: وقد وقفت على نسخة كتاب كتب به عن المكتفي «١» بالله، عند ما بعث محمد «٢» بن سليمان الكاتب إلى الديار المصرية، فانتزعها من يد بني «٣» طولون واستولى عليها للخليفة، في نحو كرّاسة، تاريخها سنة اثنتين وتسعين «٤» ومائتين، أوّلها: أما بعد فالحمد لله العليّ الكبير، العزيز القدير؛ أضربت عن ذكرها لطولها.
[الصنف الثامن (المكاتبة بالاعتذار عن السلطان في الهزيمة)]
قال في «موادّ البيان» : من أخلاق العامّة تقبيح سيرة السلطان إذا زلّ في بعض آرائه، والإزراء على تدبيره في جيش يجهّزه فيكسر، ونحو ذلك، مما لا يسلم من مثله، والإفاضة فيه والتشنيع به، فيحتاج إلى مكاتبتهم بما يتلافى الوهن