والأمراء والجند فهم جناح النّجاح، وصفاح الصّفاح؛ فاعتمد أحوالهم بالصّلاح، وأرد فيهم ما استطعت الإصلاح، والخيّالة والرجّالة الذين يحمى بهم مصون الحصون أن يستباح؛ فالحظ أمورهم بعين فكرك في كلّ مساء وصباح، فمن نهض في الخدمة تعيّن من النّعمة أن يزاد ومن قصر في العزم قضى الحزم أن يزاح؛ والرعايا فهم للإحسان ودائع، وللامتنان صنائع؛ فأعذب لهم من المعدلة المشارع، وانصب لهم من إقامة الحرمة الزواجر والرّوادع، وأخصب لهم من النّعمة مربعا يرغّب الجامح ويقرّب الطائع؛ وأهل الذّمة فآوهم إلى كنف العدل الواسع، واحمهم أن تمتدّ إلى أنفسهم يد جان وإلى أموالهم يد طامع، وأقم عليهم بأسا يحلّ بهم إذا اعتدوا القواصم والقوارع، وأدم لهم مهابة تسدّ من فساد الذّرائع، وعاود آراءنا الشّريفة وراجع، وواصل بأنبائك السّارّة وأفعالك البارّة وتابع، وبما تتطلّع إليه خواطرنا العاطفة من متجدّداتك المباركة أتحف وطالع؛ والله تعالى يشنّف بحسن سيرتك المسامع، ويشرّف بحلول عدلك المحافل والمجامع، ويوزعك شكر نعمته ويجعل لك من عصمته أعظم وازع، ويمتّعك بأيّامنا الّتي فيها الخير الشّامل والبرّ الجامع، ويصون بخلالك الحسنى [ما استحفظت]«١» من أسنى الودائع، ويزيّن سماء العلياء بجلالك فمنها لك قمراها والنجوم الطوالع، ويوفّق بجميل قصدك إلى أن تأخذ من القلوب بالمجامع، ويحقّق في إسعاد جنابك المطالب ويشرق بإصعاد شهابك المطالع؛ والعلامة [الشريفة أعلاه حجّة بمقتضاه]«٢»
الصنف الثاني- أرباب الوظائف الدّينية
. وبها قاض واحد شافعيّ؛ وتوقيعه في قطع الثلث ب «الساميّ» بالياء.
الصنف الثالث- الوظائف الدّيوانية
؛ وهي ثلاث وظائف، يكتب لكلّ منها توقيع في قطع العادة: الأولى كتابة الدّرج، الثانية نظر المال، الثالثة نظر الجيش.