سربا «١» تحت النيل إليها، وهو أوّل من عمل ذلك وأقام في الملك مائة وأربعا وثلاثين سنة، ويقال إن نوحا عليه السلام ولد في زمانه؛ ثم ملك بعده ابنه بدرسان؛ ثم ملك بعده أخوه شمرود، وكان طوله فيما يقال عشرين ذراعا؛ ثم ملك بعده فرسيدون بن بدرسان المتقدّم ذكره مائة وستين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه شرناق مائة وثلاث سنين ثم ملك بعده ابنه سهلوق مائة وتسع سنين؛ ثم ملك بعده ابنه سوريدين، وهو الذي بنى الأهرام العظام بمصر على ما تقدّم ذكره في الكلام على عجائب مصر وخواصّها؛ ثم ملك بعده ابنه هرجيب نيّفا وسبعين سنة، وهو الذي بنى الهرم الأوّل من أهرام دهشور؛ ثم ملك بعده ابنه مناوش ثلاثا وسبعين سنة؛ ثم ملك بعده ابنه أقروس أربعا وستين سنة؛ وفي أيامه حصل القحط العظيم، وسلطت الوحوش والتماسيح على الناس، وأعقمت الأرحام حتّى يقال إن الملك تزوّج ثلاثمائة امرأة يبغي الولد فلم يولد له، وذلك مقدّمة الطوفان؛ ثم ملك بعده رجل من أهل بيت الملك اسمه أرمالينوس؛ ثم ملك بعده ابن عمه فرعان، وهو أوّل من لقب بلقب الفراعنة «٢» ، وكان قد كتب إلى ملك بابل يشير عليه بقتل نوح عليه السلام، وفي زمنه كان الطوفان وهلك فيمن هلك.
المرتبة الثانية من ملكها بعد الطوفان إلى حين الفتح الإسلاميّ
وللمؤرّخين في ذلك خلف كثير، وقد جمعت بين كلام التواريخ التي وقفت عليها في ذلك، وهم على طبقات: