صار كأنه من أصل الخلقة، إلا أن لون الأوّل يبين من اللون الثاني. وذكر المقرّ الشهابيّ أنه أراه له بحضرة الشيخ شمس الدين الأصفهانيّ وجماعة من أهل العلم. قال بدر الدين حسن الإسعرديّ: ولقد رأيت منهم من هذه الأعمال ما يحار فيه العقل.
ويحصل الغرض منه في خمس جمل:
[الجملة الأولى فيما اشتملت عليه هذه المملكة من الأقاليم]
واعلم أن هذه المملكة هي أوسع ممالك بني جنكز خان وأفسحها جوانب، وأكثرها أقاليم، وأوفرها مدنا، غير أنها بعيدة المسافة، منقطعة الأخبار، فجهلت لذلك أسماء أقاليمها، وتعذرت الإحاطة بأقطارها؛ ونحن نورد منها ما شاع ذكره في سائر الآفاق وانتشر، ونقنع من التفصيل بالجملة، ونكتفي من البحر بالنّغبة.
والقول الجمليّ في ذلك أنه يشتمل على إقليمين عظيمين:
الإقليم الأوّل الصّين
بكسر الصاد المهملة وسكون الياء المثناة تحت ونون في الآخر. قال في «تقويم البلدان» : ويحيط به من جهة الغرب المفاوز التي بينه وبين الهند، ويحيط به من جهة الجنوب البحر (يعني بحر الهند) ، ويحيط به من جهة الشرق البحر المحيط، ويحيط به من جهة الشّمال أرض يأجوج ومأجوج «١» وغيرها من الأراضي المنقطعة الأخبار عنا. ثم قال: وقد ذكر أصحاب المسالك والممالك في