أشخاص أمثاله الأول بعد ما ضمهم صفيح اللّحد وتربه، حتّى يميس «الكسائيّ» في برد مسرّته الفاخر، ويفتح عيون «حمزة» على زهرات روض عبق المباخر، ويترنّم ورشان «ورش»«١» في الأوراق على بحره الزّاخر، ويظهر بفضله ذكر «الشّاطبيّ» فيكون «القاضي الفاضل» رحمه الله قد أظهره في الزمن الأوّل و «القاضي الفاضل» أجلّه الله قد أظهره في الزمن الآخر؛ وتقوى الله تعالى كما علم ختام الوصايا البيض فليتناول مسكها الذي هو بشذا المسك ساخر، والله تعالى ينفع بعلوم صدره الّذي ما ضاق عن السّؤال فملّه، ويمتع بعلوّ قدره الّذي إن لم يكن هو لفضل الثناء فمن له.
المرتبة الثالثة (من تواقيع مشايخ الأماكن بحاضرة دمشق- ما يفتتح ب «- رسم بالأمر» )
توقيع بمشيخة الجواليقية، من إنشاء الشيخ جمال الدين بن نباتة؛ وهو:
رسم بالأمر- لا زال حسن اعتقاده يستنزل النّصر فينصر، ويستبصر مطالع الفوز فيبصّر، ويستجلب الأدعية الصالحة من كلّ زاهد إذا حام في أفق العبادة حلّق وما قصّر- أن يستقرّ......: حملا على الوصية التامّة الحكم والأساس؛ وعلما بأنّه ممّن حلّ في مشيخته لباس بلاس «٢» ، ونزع في الزّهد عما عدّ زينة في النّاس، وسرّح شعره حقيقة التّسريح فأطلقه، ومحارقّ سواده وبياضه فأعتقه، ولازم طريق مشايخه فما، وشكر الحال فجعل في منبت كلّ شعرة لسانا للشّكر وفما، وسرّ طائفة وردوا على آثاره مناهل الوفا، وصفت