الطبقة الرابعة أمراء الأشراف من بني حسين الذين منهم الأمراء المستقرّون في إمارتها إلى الآن
كانت الرياسة بالمدينة آخرا لبني الحسن بن عليّ.
وكان منهم أبو جعفر عبد الله، بن الحسين الأصغر، بن عليّ زين العابدين، بن الحسين السّبط، بن عليّ، بن أبي طالب رضي الله عنه.
وكان من جملة ولده جعفر حجة الله، ومن ولده الحسن، ومن ولد الحسن يحيى الفقيه النّسّابة، كانت له وجاهة عظيمة وفخر ظاهر، وتوفي سنة ست وسبعين ومائتين؛ ومن ولده أبو القاسم طاهر بن يحيى، ساد أهل عصره وبنى دارا بالعقيق ونزلها، وتوفّي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وكان من ولده الحسن بن طاهر رحل إلى الأخشيد بمصر، وهو يومئذ ملكها، فأقام عنده وأقطعه الأخشيد ما يغلّ في كل سنة مائة ألف دينار واستقر بمصر؛ وكان له من الولد طاهر بن الحسن، وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وخلف ابنه محمدا الملقب بمسلم، وكان صديقا لكافور الأخشيدي صاحب مصر، ولم يكن في زمنه بمصر أوجه منه. ولما اختل امر الأخشيدية دعا مسلم هذا للمعز صاحب إفريقية يومئذ. ولما قدم المعز إلى الديار المصرية بعد فتح جوهر القائد لها، تلقاه مسلم بالجمال بأطراف برقة من جهة الديار المصرية، فأكرمه وأركبه معدلا له واختص به؛ ثم توفي سنة ست وستين وثلاثمائة فصلى عليه المعز، وكانت له جنازة عظيمة.
وكان من ولد مسلم هذا طاهر أبو الحسين فلحق طاهر بالمدينة الشريفة فقدّمه بنو الحسين على أنفسهم واستقلّ بإمارتها سنين، وكان يلقب بالمليح، وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة؛ وولي بعده ابنه (الحسين بن طاهر) وكنيته أبو محمد. قال العتبيّ «١» : وكان موجودا في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة وغلبه على