المدن، وبها عالم كثير لا يدخل تحت حدّ، إلا أنهم ليس لهم كثير نفع لقلة السلاح ورداءة الخيل، وأرضهم سهلة قليلة الحجر، لا تطيق خيل ربّيت فيها الأوعار، فلذلك يقل غناؤها في الحروب. قال في «التعريف» : وكانت هذه المملكة في قديم الزمان زمان الخلفاء وما قبله تعرف بصاحب السرير. قال في «الروض المعطار» : وذلك أنه كان بها سرير من ذهب يجلس عليه ملوكها نقله إليها ملوك الفرس. قال في «التعريف» : وكان صاحبها في الأيام الناصرية (يعني ابن قلاوون) السلطان أزبك خان. قال: وقد خطب إليه السلطان فزوّجه بنتا تقرب إليه، ثم قال: وما زال بين ملوك هذه المملكة، وبين ملوكنا قديم اتحاد، وصدق وداد؛ من أوّل الدولة الظاهرية بيبرس وإلى آخر وقت.
ويحصل الغرض من ذلك في ثمان جمل:
[الجملة الأولى في ذكر حدود هذه المملكة ومسافتها]
قد ذكر في «مسالك الأبصار» نقلا عن الشيخ علاء الدين بن النّعمان الخوارزميّ أن طول هذه المملكة من بحر اصطنبول إلى نهر أريس ستة أشهر، وعرضها من بلغار إلى باب الحديد أربعة أشهر تقريبا. ثم ذكر عنه في موضع آخر:
أن مجموع هذه المملكة من ورعات «١» خوارزم من الشرق إلى باشقرد، وعرضا من خوارزم إلى أقصى بلاد سير، وهي منتهى العمارة في الشّمال. وذكر في موضع آخر عن ابن النعمان أن مبدأ عرض هذه المملكة من ديرقنو، وهي مدينة من بناء الإسكندر، كان عليها باب من حديد قديما، إلى بلاد بوعره (؟) ، وطولها من ماء أريس، وهو أعظم من نيل مصر بكثير من ناحية بلاد الخطا، إلى اصطنبول يعني القسطنطينيّة. قال: ويتجاوز هذا الطول قليلا إلى بلاد تسمّى كمخ مشتركة بين الرّوس والفرنج. وذكر في موضع آخر أن خوارزم إقليم منقطع عن خراسان