المطهّر، ومزيد الإحسان إليكم على مقدار ما يخفى منكم ويظهر.
وأما جزئيّات الأمور، فقد علمتم بأنّ فيمن تقلّد عن أمير المؤمنين غنى عن مثل هذه الذّكرى، وفتى حقّ لا يشغل بطلب شيء فكرا، وفي ولاة الأمور، ورعاة الجمهور، ومن هو سداد عمله، ومداد أمله، ومراد من هو منكم معشر الرعايا من قبله، وأنتم على تفاوت مقاديركم وديعة أمير المؤمنين ومن خوّلكم وأنتم وهم فيما منكم إلّا من استعرف أمير المؤمنين وتمشى في مراضي الله على خلقه، وينظر ما هو عليه ويسير بسيرته المثلى في طاعة الله في خلقه، وكلّكم سواء في الحق عند أمير المؤمنين وله عليكم أداء النّصحية، وإبداء الطاعة بسريرة صحيحة، وقد دخل كلّ منكم في كنف أمير المؤمنين وتحت رأفته، ولزم حكم بيعته، وألزم طائرة في عنقه، ويستعمل كلّ منكم في الوفاء ما أصبح به عليما: وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً
«١» .
هذا قول أمير المؤمنين، وعلى هذا عهد إليه وبه يعهد، وما سوى هذا فهو فجور لا يشهد به عليه ولا يشهد، وهو يعمل في ذلك كلّه ما تحمد عاقبته من الأعمال، ويحمل منه ما يصلح به الحال والمآل، وأمير المؤمنين يستغفر الله على كل حال، ويستعيذ بالله من الإهمال، ويختم أمير المؤمنين قوله بما أمر الله به من العدل والإحسان، ويحمد الله وهو من الخلق «أحمد» وقد آتاه الله ملك سليمان، والله تعالى يمتّع أمير المؤمنين بما وهبه، ويملّكه أقطار الأرض ويورثه بعد العمر الطويل عقبه، ولا يزال على أسرّة العلياء قعوده، ولباس الخلافة به أبّهة الجلالة كأنّه ما مات منصوره ولا ردى مهديّه ولا ذهب رشيده.
[المقصد السادس (فيما يكتب في آخر البيعة)]
إذا انتهى إلى آخر البيعة، شرع في كتابة الخواتم على ما تقدّم، فيكتب: