فتى لا يرى أنّ الفريصة مقتل ... ولكن يرى أنّ العيوب مقاتل
أخذه أبو الطيب فمسخه فقال:
يرى أنّ ما بان منك لضارب ... بأقتل ممّا بان منك لعائب
ومنه قول عبد السلام بن رغبان «١» :
نحن نعزّيك ومنك الهدى ... مستخرج والصّبر مستقبل
أخذه أبو الطيب فمسخه فقال من أبيات:
وبألفاظك أهتدي فإذا عزّا ... ك قال الّذي له قلت قبلا «٢»
[المسلك الثاني طريقة الاختراع]
قال الوزير ضياء الدين بن الأثير في «المثل السائر» : فهي ألّا يتصفح كتابة المتقدّمين ولا يطّلع على شيء منها، بل يصرف همّته إلى حفظ القرآن الكريم وكثير من الأخبار النبوية وعدّة من دواوين فحول الشعراء ممن غلب على شعره الإجادة في المعاني والألفاظ، ثم يأخذ في الاقتباس من القرآن والأخبار النبوية والأشعار فيقوم ويقع، ويخطىء ويصيب، ويضلّ ويهتدي، حتّى يستقيم إلى طريق يفتتحها لنفسه؛ وأخلق بتلك الطريق أن تكون مبتدعة غريبة لا شركة لأحد من المتقدّمين فيها! قال: وهذه الطريق هي طريق الاجتهاد وصاحبها يعدّ إماما في الكتابة كما يعدّ الشافعيّ وأبو حنيفة ومالك وغيرهم من المجتهدين في علم الفقه، إلا أنها مستوعرة جدا، لا يستطيعها إلا من رزقه الله تعالى لسانا هجّاما، وخاطرا