قد تقدّم أنها قسم من مملكة توران، ومملكة توران كانت في القديم بيد افراسياب ملك التّرك وتداولها ملوك الترك بعده إلى الفتوح الإسلامية وأسلم من أسلم من ملوكهم.
أما خوارزم فتوالت عليها الأيدي حتّى صارت إلى (محمود بن سبكتكين) المقدّم ذكره في ملوك غزنة من القسم الأول من هذه المملكة؛ ثم صارت (لمسعود) ابنه، واستناب فيها خوارزم شاه هارون بن الطّيطاش؛ ثم قتله غلمانه عند خروجه إلى الصيد، واستولى عليها رجل يقال له (عبد الجبّار) ثم وثب غلمان هارون بعبد الجبّار فقتلوه، وولّوا مكانه (إسماعيل بن الطيطاش) أخا هارون، ثم غلبه عليها (شاه ملك) بن عليّ، ثم غلبه عليها (طغرلبك) بن ميكائيل بن سلجوق، وبقيت بيد السلجوقية المقدّم ذكرهم في مملكة إيران، إلى أن صارت منهم إلى (بركيارق) بن ملكشاه بن أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، فاستناب فيها علاء الدين محمد أنوشتكين في أيام بركيارق بن ملكشاه بن ميكائيل بن سلجوق السلجوقي، ولقّب خوارزم شاه في سنة تسعين وأربعمائة.
ثم ولي بعده ابنه (أطسز) بن محمد؛ ثم غلبه على ذلك (سنجر) بن ملكشاه أخو علاء الدين محمد، وأقام بها من يحفظها في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، [ثم غلبه عليها أطسز بن محمد المقدّم ذكره]«١» ، وبقي بها حتّى توفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وملك بعده ابنه (أرسلان بن أطسز) وتوفي سنة ثمان وستين وخمسمائة.
وملك بعده ابنه (سلطان شاه محمود) صغيرا، وقامت أمه بتدبير دولته؛ ثم