الفصل الثاني من الباب الأوّل من الخاتمة في ذكر مراكز البريد
وهي الأماكن التي تقف فيها خيل البريد لتغيير خيل البريديّة فيها فرسا بعد فرس. قال في «التعريف» : وليست على المقدار المقدّر في البريد المحرّر، بل هي متفاوتة الأبعاد، إذ ألجأت الضّرورة إلى ذلك: تارة لبعد ماء، وتارة للأنس بقرية، حتى إنك لترى في [هذه]«١» المراكز البريد الواحد بقدر بريدين. ولو كانت على التّحرير [الذي عليه الأعمال]«٢» لما كان تفاوت. وقد ذكر منها المقرّ الشّهابيّ بن فضل الله رحمه الله في «التعريف» ما أربى في ذلك على المقصود وزاد، وهو بذلك أدرى وأدرب. وهأنا أذكر ما ذكره، موضّحا لما يحتاج منه إلى التّوضيح، مع الزيادة عليه وتقريب التّرتيب.
ويشتمل على ستة مقاصد:
المقصد الأوّل (في مركز قلعة الجبل المحروسة بالديار المصرية التي هي قاعدة الملك، وما يتفرّع عنه من المراكز، وما تنتهي إليه مراكز كلّ جهة)
إعلم أن الذي يتفرّع عن مركز القلعة ويتشعّب منه أربع جهات، وهي: