[القاعدة السادسة من قواعد المملكة الشامية الكرك، وفيها جملتان]
[الجملة الأولى في حاضرتها]
وهي بفتح الكاف والراء المهملة ثم كاف ثانية، والألف واللام في أولها غير لازمتين. وتعرف بكرك الشّوبك لمقاربتها لها. قال في «تقويم البلدان» : وهي من البلقاء وهما؛ وموقعها في الإقليم الثالث من الأقاليم السبعة. قال ابن سعيد:
وطولها سبع وخمسون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلاثون دقيقة. وقال في «تقويم البلدان» : القياس أن طولها سبع وخمسون درجة وخمسون دقيقة، وعرضها إحدى وثلاثون درجة وخمس دقائق. وهي مدينة محدثة البناء كانت ديرا يتديّره رهبان، ثم كثروا فكبّروا بناءه وأوى إليهم من يجاورهم من النصارى، فقامت لهم به أسواق ودرّت لهم فيه معايش، وأوت إليه الفرنج فأداروا أسواره فصارت مدينة عظيمة، ثم بنوا به قلعة حصينة من أجلّ المعاقل وأحصنها، وبقي الفرنج مستولين عليه حتّى فتحه السلطان «صلاح الدين يوسف بن أيوب» رحمه الله على يد أخيه العادل أبي بكر.
قال في «التعريف» : وكانوا قد عملوا فيه مراكب ونقلوها إلى بحر القلزم لقصد الحجاز الشريف لأمور سوّلتها لهم أنفسهم، فأوقع الله تعالى بهم العزائم الصلاحية، والهمم العادلية، فأخذوا، وأمر بهم السلطان صلاح الدين فحملوا إلى منى ونحروا بها على جمرة العقبة حيث تنحر البدن بها، واستمرّت بأيدي المسلمين من يومئذ واتخذها ملوك الإسلام حرزا، ولأموالهم كنزا؛ ولم يزل الملوك يستخلفون بها أولادهم ويعدّونها لمخاوفهم؛ وهو بلد خصب، بواديه حمّام وبساتين كثيرة وفواكه مفضّلة. قال البلاذريّ في «فتوح البلدان» : وكانت مدينة هذه الكورة في القديم الغرندل.