؟؟؟؟ القاعدة الثانية- حلّ المعمّى، وهو مقصود الباب ونتيجته
. ويحتاج المتصدّي لذلك مع جودة الحدس وذكاء الفطرة أن يعرف اللغة الّتي يروم حلّ مترجمها مما وقع به التعمية فيها، ومقدار عدد حروفها، ولا خفاء في أن حروف العربية ثمانية وعشرون حرفا، ويجب أن يعرف الحروف الّتي تدخل كلّ لغة والحروف الممتنعة الوقوع فيها كما تقدّم.
ثم المعوّل عليه، والمنصبّ القول إليه، فيما هو متعارف في هذه المملكة لغة العرب الّتي [هي] أشرف اللغات وأبذخها.
والناظر في حلّ مترجمها يحتاج إلى أصلين:
الأصل الأوّل- معرفة الأسّ الذي يترتّب عليه الحلّ
، والذي تمسّ إليه الحاجة من ذلك سبعة أمور:
أحدها- أن يعرف مقادير الحروف الّتي تتركّب منها الكلمة.
واعلم أنّ كلام العرب منه ما يبنى على حرف واحد مثل «ق» من الأمر بالوقاية، و «ع» من الأمر بالوعي، ومنه ما يبنى على حرفين من الأفعال مثل «قم» في الأمر بالقيام، و «كل» في الأمر بالأكل، ومن الحروف نحو: من في ربّ هل بل وما أشبه ذلك. ومن الأسماء المبنيّة نحو: ذي، ذا، من، كم، ومن الضمير مع حروف الجرّ نحو: بك، له. ومنه ما يبنى على ثلاثة أحرف وأربعة وخمسة في الحروف والأفعال والأسماء، ثم تدخل فيه أحرف الزيادة العشرة، وهي «هويت السّمان» وثلاثة أحرف أخر، وهي الفاء وباء الجرّ وكاف التشبيه وكاف الخطاب إلى أن تبلغ الكلمة على اصطلاح الكتّاب [أربعة] عشر حرفا، كقولك مخاطبا لرجلين [أنشآ] جنينة: أفلمستنزهاتكما أعددتماها.