البلدان» : وبها الجلود المفضّلة، وليس لهم رئيس سوى مشايخهم.
ومنها (قلعة سنان) قال في «مسالك الأبصار» : وهو قصر لا يعرف على وجه الأرض أحصن منه، على رأس جبل منقطع عن سائر الجبال في غاية العلوّ بحيث يقصر سهم العقّار «١» عن الوصول إليه يرتقى إليه من سلّم نقر في الحجر طوله مائة وتسعون درجة، وبه مصانع يجتمع فيها ماء المطر، وبأسفله عين ماء عليها أشجار كثيرة الفواكه.
[العمل الثاني (بلاد بجاية)]
وبجاية بكسر الباء الموحدة وفتح الجيم وألف ثم ياء مثناة تحت وهاء في الآخر مدينة من مدن الغرب الأوسط، واقعة في أوائل الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة قال ابن سعيد: حيث الطول اثنتان وعشرون درجة، والعرض أربع وثلاثون درجة وخمس وخمسون دقيقة. قال في «تقويم البلدان» : هي قاعدة الغرب الأوسط، وهي مقابل طرطوشة من الأندلس، وعرض البحر بينهما ثلاث مجار. قال في «مسالك الأبصار» : وهي مدينة قديمة مستورة، أضيف إلى جانبها ربض أدير عليه سور ضامّ لنطاق المدينة فصارا كالشيء الواحد. قال: والرّبض في وطاءة، والمدينة القديمة في سفح جبل، يدخل إليها خور من البحر الروميّ تدخل منه المراكب إليها. قال في «تقويم البلدان» : ولها نهر في شرقيها، على شاطئه البساتين والمنازه. قال في «مسالك الأبصار» : وبها عينان من الماء:
إحداهما كبيرة ومنها شرب أهلها، ولها نهر جار على نحو ميلين منها، تحفّ به البساتين والمناظر على ضفّتيه ممتدّة نحو اثني عشر ميلا، متصلا بعضها ببعض لا انفصال بينها إلا ما يسلك عليه إلى البساتين، إلى أن يصبّ في بحر الروم.
وبضفّتيه للسلطان بستانان متقابلان شرقا وغربا، الشرقيّ منهما يسمّى الربيع.