وطولها ثلاثة أيام، وعرضها كذلك. وهي أضعف أخواتها حالا، وأقلها خيلا ورجالا. قال: وعسكرها لا يزيد على ألفي فارس، ورجّالة كذلك، وسيأتي الكلام على سائر أحوالها في الكلام على سائر أخواتها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
[الجملة الثانية (في الموجود بهذه الممالك، على ما ذكره في «مسالك الأبصار» )]
قد ذكر أنّ عندهم من المواشي الخيل العراب، والبغال، والحمير، والبقر، والغنم بكثرة. أما المعز فقليل عندهم. ومن الوحش: البقر، والحمر، والغزلان، والمها، والإيّل، والكركدّن، والفهد، والأسد، والضّبعة العرجاء، وتسمّى عندهم مرعفيف، وعندهم جواميس برّيّة تصاد كما تقدّم في إقليم مالّي. وعندهم من الطيور الدّواجن الدّجاج، ولكن لا رغبة لهم في أكله استقذارا له: لأكله القمامات والزّبالات، ودجاج الحبش يصيدونه ويأكلونه، وهو عندهم مستطاب.
وعندهم من الحبوب الحنطة، والشعير، والذّرة، والطّافي: وهو حبّ نحو الخردل أحمر اللون على ما تقدّم ذكره في الكلام على القسم الأوّل من بلاد الحبشة.
وعندهم الخردل أيضا. وعندهم من الفواكه العنب الأسود على قلّة، والموز، والرمّان الحامض، والتوت الأسود على قلّة فيه، والجمّيز بكثرة. وعندهم من المحمّضات: الأترجّ، واللّيمون، والقليل من النارنج. وعندهم تين برّي، وخوخ برّيّ، ولكنهم لا يأكلون الخوخ دون التين. وعندهم فواكه أخرى لا تعرف بمصر والشأم والعراق، منها شجر يسمى كشباد، ثمره أحمر على صفة البسر، وهو حلو ماويّ، وشجر يسمّى كوشى، ثمره مستدير كالبرقوق، ولونه أصفر خلوقيّ كالمشمش، وهو مزّماويّ، وشجر يسمّى طانة، ثمره أصغر من البسر، وفي وسطه شبه النّوى، وهو حلو صادق الحلاوة ونواه يؤكل معه لعدم صلابته. وشجر اسمه أوجاق- بفتح الواو والجيم- ثمره أكبر من حبّ الفلفل وطعمه شبيه به في الحرافة مع بعض حلاوة. وعندهم شجرجان المقدّم ذكره في القسم الأوّل من بلاد الحبشة، وهو الذي يؤكل عندهم للذّكاء والفطنة، ولكنه يقل النوم والنكاح على ما تقدّم ذكره هناك. وعندهم من أنواع المقاثيء البطّيخ الأخضر، والخيار، والقرع.