قد ذكر في «مسالك الأبصار» : أنّ بها من المواشي ذوات الأربع: الخيل، والبغال، والبقر، والغنم وما في معناها، وأغنامهم تشبه أغنام عيذاب واليمن. ومن الوحوش الأسد، والنّمر، والفهد، والفيل، والزّرافة، والغزال، وبقر الوحش، وحمار الوحش، والقردة، وغيرها من الوحوش.
وبها من الطّيور الجوّية: الصّقورة، والبزاة بكثرة، والنّسور البيض والسّود، والغراب، والحجل، وطير الواجب بجملته، والحمام، والعصفور، وغير ذلك مما لم يوجد بالديار المصرية. ومن الطيور البرّية دجاج الحبش وأمثالها. ومن الطيور المائية البطّ، وعندهم بنهرهم سمك يشبه البوريّ، وسمك يشبه الثّعبان، يطول إلى مقدار ذراعين ونصف، ويغلظ إلى مقدار كبار الخشب، وبنهرهم أيضا التّمساح وفرس البحر، وغير ذلك.
وبها من الحبوب: الحنطة، والشّعير، والحمّص، والعدس، والبسلّا، والذّرة، وبعض الباقلا، وحبوب أخرى غير ذلك منها حبّ يسمّى (قنابهول) يستعملونه قوتا كالحنطة. والحنطة عندهم على مثال الحنطة الشاميّة، والشعير حبّه عندهم أكبر من حبّ الشعير المصرية والشامية، ومنه ضرب يسمّى طمجة. ولون الحمّص عندهم إلى الحمرة. والباسلّا عندهم عزيز الوجود في أكثر البلاد، ولكنهم لا يفتقرون إليه للعلف لكثرة المراعي ببلادهم.
وعندهم حبّ يسمّى (طافي) على قدر الخردل، ولونه إلى الحمرة، ومكسره إلى السّواد، يتخذون منه الخبز. وعندهم ببعض الأقاليم حبّ شبيه بالحنطة إلا أنّ له قشرين، ينزع قشره بالهرس كالأرزّ، ويتّخذون منه طعاما يكون مغنيا عن الحنطة.
وعندهم بزر الكتّان وحبّ الرّشاد، وهم يزرعون على المطر في كل سنة مرتين: مرة في الصيف، ومرّة في الشتاء، تتحصل في كل مرة الغلّات.