قارحا حين تجتمع له قوّته. ويعرف ضعف الضعيف منها بتلوّيه تحت فارسه وعجزه عنه وفترته إذا نزل عنه.
ومما يدل على جودة الفرس وحسن جريه: أنه يراه إذا أخذ في الجري سما بهاديه «١» ، وأثبت رأسه، ولم يستعن بهما في حضره «٢» واجتمعت قوائمه، وسبح بيديه وضرح «٣» برجليه، ولها في حضره، وامتدّ، وبسط ضبعيه «٤» حتّى لا يجد مزيدا، وتكون يداه في قرن «٥» ورجلاه في قرن؛ فإذا كان الفرس كذلك فهو الجواد السابق.
وقد قيل: إن خير الخيل الذي إذا مشى تكفّأ «٦» ، وإذا عدا بسط يديه، وإذا أدبر جفا، وإذا أقبل أقعى.
[الصنف الثاني «البغال»]
وفيها نوعيّة في الخيل والحمير، ومن حيث أنها تتولّد بين حصان وأتان، أو بين حمار وحجرة «٧» . وفيها النفيس المختار لركوب الرؤساء من العلماء، والوزراء، والحكام وسائر رؤساء المتعمّمين. وإنه صلّى الله عليه وسلّم في يوم أحد كان راكبا بغلة، ولولا شرفها ونفاستها وقيامها مقام الخيل لما ركبها النبي صلّى الله عليه وسلّم في موطن الحرب. وألوانها وأسنانها على ما تقدّم في الخيل.