[الضرب الثاني من هذه الصفقة ما هو من بلاد الجزيرة، بين الفرات والدجلة على القرب من الفرات]
وهو مدينة الرّحبة. قال في «اللّباب» : بفتح الراء والحاء «١» المهملتين والباء الموحدة وهاء في الآخر- وهي مدينة على الفرات بين الرّقّة وعانة، واقعة في الإقليم الرابع. قال في «تقويم البلدان» : والقياس أن طولها أربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، وعرضها ستّ وثلاثون درجة، وتعرف برحبة مالك بن طوق، وهو قائد من قوّاد هارون الرشيد، قيل إنه أول من عمرها فنسبت إليه. قال السلطان عماد الدين صاحب حماة: وقد خربت الرّحبة المذكورة وصارت قرية، وبها آثار المدينة من المآذن الشواهق وغيرها، واستحدث شير كوه بن محمد بن شير كوه بن شادي صاحب حمص من جنويها الرحبة الجديدة على نحو فرسخ من الفرات، وهي بلدة صغيرة ولها قلعة على تلّ تراب، وشرب أهلها من قناة من نهر سعيد، الخارج من الفرات. قال: وهي اليوم محطّ القوافل من الفرات والشام، وهي أحد الثغور الإسلامية في زماننا.
قال في «التعريف» : وبها قلعة نيابة، وفيها بحرية وخيّالة وكشّافة وطوائف من المستخدمين، ولم تزل إمرتها طبلخاناه، بمرسوم شريف من الأبواب الشريفة من الأيام الناصرية ابن قلاوون إلى الآن.
تنبيه- قال في «التعريف» : ومما أضيف إلى دمشق في زمن سلطاننا يعني الناصر بن قلاوون بلاد جعبر. قال: وحقها أن تكون مع حلب، وهي مستمرّة على ذلك إلى زماننا، وسيأتي الكلام عليها في الأعمال الحلبية إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر القاضي تقيّ الدين بن ناظر الجيش في كتابه «التثقيف» : أنه كان قد استقرّ بتدمر وسلميّة والسّخنة والقريتين نوّاب، واستقر الحال على أن مكاتبة كل