قال: وأتم الزيادات العامة النافعة للبلد كله سبع عشرة ذراعا، وذلك كفافها وريّ جميع أرضها. وإذا زاد على السبع عشرة ذراعا وبلغ ثماني عشرة، استبحر من مصر الربع، وفي ذلك ضرر لبعض الضيّاع. قال: وذلك أكثر الزيادات.
قلت: هذا ما كان عليه الحال في زمانه وما قبله وكان الحال جاريا على ما ذكره في غالب السنين إلى ما بعد السبعمائة.
أما في زماننا، فقد علت الأرض مما يرسب عليها من الطين المحمول مع الماء في كل سنة وضعفت الجسور، وصار النيل بحكمة الله تعالى إلى ثلاثة أقسام: متقاصرة وهي ست عشرة ذراعا فما حولها؛ ومتوسطة وهي سبع عشرة ذراعا إلى ثمان عشرة ذراعا فما حولها؛ وعالية وهي ما فوق ثمان عشرة، وربما زادت على العشرين.
المقصد الرابع في ذكر خلجانها «١» وخلجانها القديمة ستة خلج:
[الخليج الأول المنهى]
وهو الخليج الذي حفره «يوسف الصدّيق عليه السلام» ومخرجه بالقرب من دروة سربام «٢» ، من عمل الأشمونين الآتي ذكرها، وهي المعروفة بدروة