فلان خان، وكما يذكر اسم ملوك الكفر في مكاتباتهم عن الأبواب السلطانية ونحو ذلك. وفيما عدا ذلك من المكاتبات المصدّرة بالتقبيل والدعاء وغيرهما من المصطلح عليه في زماننا وما قاربه لا يصرّح باسم المكتوب إليه غالبا تعظيما له عن التفوّه بذكره، إذ ترك التصريح بالاسم دليل التعظيم والتوقير والتبجيل، بخلاف الكنية واللّقب، فإنهما بصدد التعظيم للملقّب أو المكنيّ على ما سيأتي بيانه فيما بعد إن شاء الله تعالى ولذلك لم يخاطب الله تعالى نبيّه محمدا صلّى الله عليه وسلّم في كتابه العزيز باسمه تشريفا لمقامه، ورفعة لمحله، فلم يقل يا محمد ويا أحمد كما قال يا آدم، يا نوح، يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى. بل قال يا أَيُّهَا الرَّسُولُ*
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ*
وقد صرح أصحابنا الشافعية وغيرهم أنه لا يجوز نداؤه صلّى الله عليه وسلّم باسمه احتجاجا بالآية الكريمة. وفي كتاب ابن السنيّ عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم رأى رجلا معه غلام فقال للغلام: من هذا؟ - قال أبي- قال: فلا تمش أمامه ولا تستسبّ له، ولا تجلس قبله، ولا تدعه باسمه» .
[المحل الثاني]
- العنوان من الأدنى إلى الأعلى. كما يكتب في عنوان بعض المكاتبات «مطالعة المملوك فلان» على ما سيأتي في الكلام على العنوان. وإذا كان من تعظيم المخاطب أن لا يخاطب باسمه فكذلك في مكاتبته: لأن المكاتبة الصادرة إلى الشخص قائمة مقام خطابه، بل المكاتبة أجدر بالتعظيم لاصطلاحهم في القديم والحديث على ذلك.
[النوع الثالث (اسم المكتوب بسببه)]
وهو مما لا نقص فيه بسبب ذكره، إذ لا بدّ من التصريح باسمه ليعرف، اللهم إلا أن يشتهر حتّى تغني شهرته عن ذكر اسمه، وله محلان:
المحل الأوّل
- في الطرّة «١» بأن يقال «هذا ما عهد به فلان» إما الخليفة في