قاض قضى في الإسلام خمسا وسبعين سنة وهو شريح بن الحارث الكنديّ استقضاه عمر على الكوفة فبقي بها خلافة عمر وما بعدها إلى تمام المدّة المذكورة لم يتعطل منها سوى ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء في فتنة ابن الزبير.
[أوصاف جماعة من المشاهير]
«من كان من الخلفاء أصلع» قال الثعالبي: كان الصّلع في عمر، وعثمان، وعليّ، ومروان بن الحكم، وعمر بن عبد العزيز؛ قال ثم انقطع الصلع من الخلفاء.
«من كان في غاية الطول» ، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كأنّه راكب والناس يمشون لطوله، وكان عديّ بن حاتم إذا ركب تكاد رجلاه تخط في الأرض، وكذلك جرير بن عبد الله البجليّ، وكان قسّ بن ساعدة في نهاية الطول والجسامة، وكان عبد الله بن زياد إذا رآه الرائي وهو ماش، ظن أنه راكب لطوله، وكان عليّ بن عبد الله بن عبّاس في غاية من الطّول، وكان أبوه عبد الله أطول منه، وجدّه العباس أطول من أبيه؛ ويقال إن جبلة بن الأيهم الغسّاني كان طوله اثني عشر شبرا.
«من كان في غاية القصر» قال الثعالبي: كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه شديد القصر يكاد الجلوس يوازونه من قصره، وكان إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قصيرا دحداحا، وكان الحطيئة الشاعر مفرط القصر، ولذلك لقّب بالحطيئة، وكان ذو الرّمة الشاعر قصيرا جدا؛ ورأيت في بعض التواريخ أن كثيّر عزّة كان طوله ثلاثة أشبار؛ وكان العباس بن الحسن في غاية من القصر وفيه قيل:
لا تنظرنّ إلى العبّاس من قصر ... وانظر إلى الفضل والمجد الذي شادا
إنّ النّجوم نجوم الجوّ أصغرها ... في العين أبعدها في الجوّ إصعادا