الآخر. قال: وهي بلاد في الجبال بخراسان قريبة من هراة، وهي مملكة كبيرة، وغالبها جبال عامرة ذات عيون وبساتين وأنهار، وهي بلاد حصينة منيعة، وتحيط بها خراسان من ثلاث جهات ولذلك حسبت من خراسان، والحدّ الرابع لها قبليّ سجستان.
وقاعدتها فيما قاله في «تقويم البلدان»(بيروز كوه) . قال في «المشترك» : بكسر الباء الموحدة وسكون المثناة التحتية وضم الراء المهملة وواو ثم زاي معجمة وضم الكاف وواو وهاء- وموقعها في الإقليم الرابع من الأقاليم السبعة. قال في «المشترك» : معنى بيروز كوه الجبل الأزرق؛ وهي قلعة حصينة دار مملكة جبال الغور. قال: وبها كان مستقرّا بنو سابحان «١» ملوك الغور.
قلت: وبلاد الغور وغزنة وما والاها وإن عدّها في «مسالك الأبصار» من مملكة التورانيين، فإنها ليست من أصل مملكة توران، وإنما تغلب ملوكها عليها من مملكة إيران، فلذلك أثبتّها في مملكة إيران؛ وما غلب عليه بنو هولاكو من مملكة الروم، وهو قونية وما معها ليس من مملكة إيران بل هو مملكة مستقلة بذاتها كما سيأتي، ولذلك لم أثبتها في مملكة إيران والله أعلم.
[الجملة الثالثة في الأنهار المشهورة]
واعلم أن بهذه المملكة عدّة أنهار، والمشهور منها ثلاثة عشر نهرا:
الأوّل- الفرات وما يصب فيها «٢» ويخرج منها «٣» . فأما نهر الفرات فأوّله من شماليّ مدينة أرزن الروم وشرقيها، وأرزن هذه آخر حدّ بلاد الروم من جهة الشرق؛ ثم يأخذ إلى قرب ملطية ثم إلى شمشاط، ثم يأخذ مشرّقا ويتجاوز قلعة