للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في التأويل والحدس فوقع في ذهنه أنه يشير بذلك إلى قوله تعالى: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ

«١» . فأخذ حذره، واحترز على نفسه، وبلغ الملك احترازه على نفسه فاتّهم الكاتب في أنه ألحق في الكتاب شيئا نبّهه به على قصد الملك، فأحضره وسأله عن ذلك، وأمره بأن يكتب الكتاب على صورة ما كتب به من غير خروج عن شيء منه، فكتبه ولم يغيّر شيئا من رسمه حتّى إنه أثبت صورة الشدّة على النّون، فلما قرأه الملك ونظر إلى صورة الشدّة أنكرها عليه، وقال: ما الّذي أردت بذلك؟ قال: أردت قوله تعالى: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ

. فأعجب بذلك وعفا عنه لصدقه إيّاه.

النوع الثاني (الرّموز والإشارات الّتي لا تعلّق لها بالخطّ والكتابة)

وهي الّتي يعبّر عنها أهل المعاني والبيان بالاستعارة بالكناية «بالنون بعد الكاف» وقد يعبّر عنها بالوحي والإشارة.

ومن غريب ما وقع في ذلك ما حكاه العسكريّ «٢» في «الصناعتين» : أنّ رجلا من بني العنبر أسر في بني «٣» حنظلة، وفهم عنهم أنهم يقصدون الغارة على قومه بني العنبر، فقال لبني حنظلة: إنّ لي حاجة عند أهلي وأريد رسولا من قومكم أرسله فيها، فأجابوه إلى ذلك بشرط أن يخاطبه في حاجته بحضورهم، فأحضروا له رجلا في الليل وقد أوقدت العرب نيرانها، فأقبل على

<<  <  ج: ص:  >  >>