للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهلها غليظو الطبع شرسو الأخلاق. قال: وبينها وبين تبريز خمسة وعشرون فرسخا. قال في «مسالك الأبصار» : وأعمالها تكون ثلاثين فرسخا. قال. وبها كانت دار الإمارة في صدر الإسلام.

[القاعدة الثانية تبريز]

قال في «اللباب» : بكسر المثناة من فوق وسكون الباء الموحدة وكسر الراء المهملة ثم مثناة من تحت وفي آخرها زاي معجمة. والجاري على ألسنة العامّة توريز بالواو بدل الموحدة- وموقعها في الإقليم الخامس من الأقاليم السبعة. قال في «القانون» حيث الطول ثلاث وسبعون درجة، والعرض تسع وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة. قال ابن سعيد: وهي قاعدة أذربيجان في عصرنا. قال في «اللباب» : وهي أشهر بلدة بأذربيجان؛ وبها كان كرسي بيت هولاكو من التتر، ثم انتقل بعد ذلك إلى السّلطانية الآتي ذكرها. ومبانيها بالقاشانيّ والجصّ والكلس، وبها مدارس حسنة ولها غوطة رائقة. قال في «مسالك الأبصار» : وهي مدينة أعرقت في السعادة أنسابها، وثبتت في النّعمة قواعدها. قال: وهي مدينة غير كبيرة المقدار، والماء منساق إليها؛ وبها أنواع الفواكه لكن ليست بغاية الكثرة، وأهلها من أكبر الناس حشمة، وأكثرهم تظاهرا بنعمة؛ ولهم الأموال المديدة، والنعم الوافرة، والنفوس الأبيّة؛ ولهم التجمل في زيّهم: من المأكول والمشروب، والملبوس والمركوب؛ وما منهم إلا من يأنف أن يذكر الدرهم في معاملته، بل لا معاملة بينهم إلا بالدينار. وسيأتي ذكر مقدار دينارهم في الكلام على معاملة هذه المملكة فيما بعد إن شاء الله تعالى- وهي اليوم أمّ إيران جميعا لتوجّه المقاصد من كل جهة إليها، وبها محطّ رحال التّجّار والسّفّار؛ وبها دور أكثر الأمراء الكبراء المصاحبين لسلطانها لقربها من أرّجان محلّ مشتاهم. قال: ويشتدّ البرد بتوريز كثيرا، وتتوالى الثلوج بها حتّى إن

<<  <  ج: ص:  >  >>