[الجملة الخامسة (في ذكر ملوك الأندلس: جاهلية، وإسلاما. وهم على طبقات)]
الطبقة الأولى (ملوكها بعد الطّوفان)
قال الرازي في كتاب «الاستيعاب» في تاريخ الأندلس: أوّل من ملكها بعد الطّوفان على ما يذكره علماء عجمها قوم يعرفون بالأندلش «١» بالشين المعجمة، وبهم سمّي الاندلش، ثم عرّب بالسين المهملة، وكانوا أهل تمجّس فحبس الله عنهم المطر حتّى غارت عيونها ويبست أنهارها فهلك أكثرهم، وفرّ من قدر على الفرار منهم، فأقفرت الاندلس وبقيت خالية مائة عام.
وقال «هروشيوش» مؤرخ الروم: أوّل من سكنها بعد الطّوفان قوم يقال لهم الأباريون، وهم من ولد طوبال بن يافث بن نوح عليه السّلام سكنوها بعد الطّوفان. قال في «الروض المعطار» ويقال: إن عدد ملوكهم الذين ملكوا الأندلس مائة وخمسون ملكا.
الطبقة الثانية الأشبانيّة (ملكوا بعد طائفة الأندلش المتقدّم ذكرهم)
قال الرازي: وأوّل من ملك منهم أشبان بن طيطش «٢» ، وهو الذي غزا الأفارقة وحصر ملكهم بطارقة «٣» ، ونقل رخامها إلى إشبيلية واتخذها دار ملكه، وبه سميت، وكثرت جموعه فعلا في الأرض، وغزا من إشبيلية إيلياء: وهي بيت المقدس بعد سنتين من ملكه: خرج إليها في السّفن فهدمها وقتل من اليهود مائة