السائر» والشيخ شهاب الدين محمود الحلبي في «حسن التوسل» فإنه ليس مختصا بفنّ الكتابة بل هو آلة لكل كلام اقتضى البلاغة، كما أن المنطق آلة لكل العلوم العقلية، التي يحتاج منها إلى تصحيح الفكر.
وقد أكثر الناس من المصنفّات فيه كالرّمّاني «١» والجرجانيّ وغيرهما؛ وأكثر اعتماد أهل الزمان فيه على «تلخيص المفتاح» للقاضي جلال الدين القزوينيّ «٢» فأغنى ما وضع فيه عن إيراده هنا.
[المقصد الثاني في كيفية انتفاع الكاتب بهذه العلوم]
غير خاف أنه إذا مهر فيها وعرف طرقها، أتى في كلامه بالسّحر الحلال، وصاغ من ألفاظه ومعانيه ما يقضي له بالفصاحة التامة، والبلاغة الكاملة، من وجوه تحقيق الكلام، وتحسينه وتدبيجه وتنميقه، وإذا فاتته هذه العلوم، أو كان ناقصا فيها، نقصت صناعته بقدر ما ينقص من ذلك. ثم كما يحتاج إلى هذه العلوم بطريق الذات، كذلك يحتاج إليها بطريق العرض من جهة المعرفة بالبلغاء الذين يضرب بهم المثل في البلاغة كقّس بن ساعدة «٣» ، وسحبان وائل «٤» ، وعمرو بن الأهتم «٥» ، ونحوهم من بلغاء العرب، وابن