الثلج بياضا والسّكّر لذاذة وطعما، لا حدّة فيه ولا إفراط حلاوة توقف الأكل عنه، إلى غير ذلك من الأشياء التي يطول ذكرها. وقد تقدّم أنّ بها معدن فضة بمدينة برسا، ومعدن فضة بأماسية.
وذكر في «مسالك الأبصار» عن الشيخ حيدر العريان أن بها ثلاثة معادن فضّة مستمرّة العمل: معدن بمدينة ركوة، ومعدن بمدينة كش، ومعدن بأراضي مدينة تاخرت.
[الجملة الثالثة (في معاملاتها وأسعارها)]
أما معاملاتها، فقد ذكر في «مسالك الأبصار» عن الشيخ حيدر العريان أن لملوك التّركمان هؤلاء نقودا ولكن لا يروج نقد واحد منهم في بلاد الآخر. قال:
ودرهمهم في الغالب تقدير نصف وربع درهم من نقد مصر، وأرطالهم مختلفة، وأكثرها بالتقريب زنة اثني عشر رطلا بالمصريّ، وأقلّها ثمانية أرطال، وكيلهم الذي تباع به الغلّات يسمّى الوط تقدير إردبّ ونصف بالمصريّ.
وأما أسعارها، فقد ذكر أنها رخيّة رخيصة الأسعار للغاية لقلّة المكوس وكثرة المراعي واتّساع أسباب التجارة واكتناف البحر لها من كل جانب بحيث يحمل إليها على ظهره كلّ شيء مما لا يوجد فيها. قال: وقيمة الغلّات بها دون قيمتها بمصر والشام أو مثلهما في الغالب. والأغنام في غاية الرّخص، حتّى إن الرأس الغنم الجيّد لا يجاوز اثني عشر درهما من دراهمهم، يكون بنحو تسعة دراهم من دراهم مصر إلى ما دون ذلك، ويترتب على ذلك رخص اللحم. أما اللبن وما يعمل منه فإنه لا يكاد يوجد من يشتريه: لاستغناء كلّ أحد بما عنده من لبن مواشيه، لا سيما في زمن الربيع. قال: والعسل لا يتجاوز الرطل منه ثلاثة دراهم برطلهم ودرهمهم، وهو (ذلك الرطل الكبير والدرهم الصغير) والفواكه في أوانها في حكم اللبن وما في معناه في زمن الربيع، في عدم وجود من يشتريه. ثم قال:
وبالجملة فبلاد الروم إذا غلت وأقحطت كانت كسعر الشام إذا أقبل وأرخص.