«١» . وهي خزانة فيها أنواع من السلاح يخرج منها للوزير والأمراء في المواكب الألوية والقضب الفضة والعمّاريّات وغيرها. قال ابن الطوير: هي من حقوق خزائن السلاح.
وأما «خزائن المال» فكان فيها من الأموال والجواهر النفيسة، والذخائر العظيمة، والأقمشة الفاخرة ما لا تحصره الأقلام.
وناهيك أن المستنصر لما وقع الغلاء العظيم بمصر، أخرج من خزانته في سنة اثنتين وستين وأربعمائة ذخائر تسعها للإعانة على قيام أمر المملكة والجند، فكان مما أخرجه ثمانون ألف قطعة بلّور كبار، وسبعون ألف قطعة من الدّيباج، وعشرون ألف سيف محلّى. ولما استولى السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على القصر بعد وفاة العاضد، آخر خلفائهم، وجد فيه من الأعلاق الثمينة والتّحف ما يخرج عن حدّ الإحصاء، من جملته الحافر الياقوت المقدّم ذكره. ويقال إنه وجد فيه قضيب زمرّد يزيد على قامة الرجل على ما تقدّم ذكره في الكلام على الأحجار الملوكية في أثناء المقالة الأولى، ووجد فيه أيضا الهرم العنبر الذي عمله الأمين زنته ألف رطل بالمصريّ.
النوع الثاني حواصل المواشي المعبر عنها عند كتّاب زماننا بالكراع «٢» ؛ وهي حاصلان:
الأوّل- «الإصطبلات»
. وهي حواصل الخيول والبغال وما في معناها، قال ابن الطوير: وكان لهم إصطبلان «٣» . قال: وكان للخليفة برسم الخاصّ في كل