فمن خصائص ما حباه الله بعد الذي قدّم له في نفسه- نفّس الله مدّتها، ووسّع له مهلتها، وأفنى الأعداد دون فنائها، والأعمار دون تصرّمها وانتهائها، [من] الفضائل المشهورة، والمحاسن المذكورة، والمناقب المأثورة، وأقسام الفضل الذي ينقضي دون تصرّم (؟) منازله وصف الواصف إذا أفرط، وينتهي دون أيسرها أمل الآمل إذا اشتطّ- ما وهب الله له من أولاد سادة فضّلهم في الأخلاق والصّور، وأكملهم في الأجسام والمرر، وقدّمهم في العقول والأفهام، والقرائح والألباب، ولم يجعل للمعيب فيهم سيمة، ولا للإناث بينهم شركة، حتّى يكون مسلّما لهم قصب العلا والمفاخر، وصدور الأسرّة والمنابر، من غير منازع، ولا مقارع، ولا مساهم، ولا مقاسم، وزادهم من النّماء في النّشء والبركة واليمن بما يؤذن الحاضر منه بالغابر، ويدلّ البادي على الآخر، وعدا من الله تعالى ذكره لهم بأوفى السعادات، وأكمل الخيرات وأعلى الدرجات، أرجو أن يجعل الله النّجح قرينه، والنجاة ذريعته، وما أولاه فيهم في هذه الحال الحادثة الّتي يعدق الله بها أداء الفريضة، وكمال الشريعة، ويقع التطيّر بالختان، الذي جعله الله من شروط الإيمان، وفرضه على جميع الأديان، من السّلامة على عظم الخطر، وشدّة الغرر، في إمضاء الحديد على أعضاء ناعمة، وإيصال الألم إلى قلوب وادعة، لم تقارع نصبا «٢» ، ولم تعان وصبا «٣» ،