ونون) وخالف ابن خلّكان «١» في «تاريخه» فضبطه بضم «٢» الهمزة، وغلّط السمعانيّ في فتحها. وهي مدينة في أوائل الحدّ الجنوبيّ من الديار المصرية؛ وموقعها في الإقليم الثاني من الأقاليم السبعة.
قال في «الأطوال» : طولها اثنتان وخمسون درجة، وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة.
قال في «القانون» : طولها سبع وخمسون درجة، وعرضها اثنتان وعشرون درجة وثلاثون دقيقة «٣» . وهي في البر الشرقيّ من النيل، ذات نخيل وحدائق، وهي من قوص على نحو خمس مراحل.
قال في «التعريف» : وواليها وإن كان من قبل السلطان فإنه نائب لوالي قوص.
قلت: أما الآن، فقد صار لها وال مستقلّ بنفسه لا حكم لوالي قوص عليه، وسيأتي الكلام عليها في مراكز البريد؛ ويأتي الكلام على ولايتها في جملة الولايات بالديار المصرية إن شاء الله تعالى.
الوجه الثاني البحريّ
وهو كل ما سفل عن القاهرة إلى البحر الرومي حيث مصبّ النيل. وإنما سمى بحريّا لأن منتهاه البحر الروميّ، ولا يلزم من ذلك تسمية الجانب الشرقي من الديار المصرية بحريّا لأن نهايته إلى بحر القلزم، لأن انتهاءه إليه ليس حقيقيّا لانقطاع بحر القلزم عن بلاد الديار المصرية بالجبال والبراري المقفرة، بخلاف