وهو قريب مما كان يكتب أوّلا مما تقدّم ذكره، إلّا أنه يبدّل فيه لفظ الوزارة بالملك والسّلطنة، ويكون الذي يكتبه هو الذي يكتب العهد دون الخليفة. ثم هو بحسب ما يؤثره الكاتب مما يدلّ على صدر العهد على ما يقتضيه الحال.
وهذه نسخة طرّة عهد، كتب بها القاضي محيي «٢» الدين بن عبد الظاهر، في نسخة عهد أنشأه للسلطان الملك الناصر «٣» محمد بن قلاوون، في سنة سبع عشرة وسبعمائة، وهو:
«هذا عهد شريف تجدّدت مسرّات الإسلام بتجديده، وتأكدت أسباب الإيمان بتأكيده، ووجد النصر العزيز والفتح المبين بوجوده، ووفد اليمن والإقبال على الخليقة بوفوده، وورد الأنام مورد الأمان بوروده، من عبد الله ووليّه الإمام المستكفي «٤» بالله أبي الرّبيع سليمان أمير المؤمنين، ابن الحاكم «٥» بأمر الله أبي العباس أحمد، عهد به إلى السلطان الملك الناصر أبي الفتح «٦» محمّد، خلّد الله سلطانه، ابن السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون «٧» الصالحيّ قدّس الله روحه» .