. وهو الذي يتولى أمر طعام الخليفة كأستادار الصحبة.
الضرب الثاني ما يكون من غير المحنّكين، ومن مشهوره وظيفتان:
[الوظيفة] الأولى- «نقابة الطالبيّين»
. وهي بمثابة نقابة الأشراف الآن، ولا يكون إلا من شيوخ هذه الطائفة وأجلّهم قدرا؛ وله النظر في أمورهم، ومنع من يدخل فيهم من الأدعياء؛ وإذا ارتاب بأحد أخذه بإثبات نسبه. وعليه أن يعود مرضاهم، ويمشي في جنائزهم، ويسعى في حوائجهم، ويأخذ على يد المتعدّي منهم، ويمنعه من الاعتداء، ولا يقطع أمرا من الأمور المتعلقة بهم إلا بموافقة مشايخهم ونحو ذلك.
الوظيفة الثانية- «زم الرجال»
. وصاحبها يتحدّث على طوائف الرجال والأجناد كزمّ صبيان الحجر، وزمّ الطائفة الآمرية والطائفة الحافظية، وزمّ السودان وغير ذلك؛ وهو بمثابة مقدّم المماليك في زماننا.
[الصنف الثاني من أرباب الوظائف بحضرة الخليفة أرباب الأقلام، وهم على ثلاثة أنواع:]
[النوع الأول أرباب الوظائف الدينية، والمشهور منهم ستة:]
الأول- «قاضي القضاة»
. وهو عندهم من أجلّ أرباب الوظائف وأعلاهم شأنا وأرفعهم قدرا. قال ابن الطوير: ولا يتقدّم عليه أحد أو يحتمي عليه، وله النظر في الأحكام الشرعية ودور الضّرب وضبط عيارها، وربما جمع قضاء الديار المصرية وأجناد الشأم وبلاد المغرب لقاض واحد وكتب له به عهد واحد كما سيأتي في الكلام على الولايات إن شاء الله تعالى.
ثم إن كان الوزير صاحب سيف، كان تقليده من قبله نيابة عنه، وإن لم