لا نزاع في أن تتريب الكتاب بعد الفراغ منه بإلقاء الرّمل ونحوه عليه مطلوب، وفيه معنيان:
المعنى الأول- التبرّك طلبا لنجح القصد
؛ فقد روى محمد بن عمر المدائني في كتاب «القلم والدواة» بسنده عن إسماعيل بن محمد بن وهب عن هشام بن خالد وهو أبو مروان الأزديّ، عن بقيّة بن الوليد، عن عطاء، عن ابن جريج، عن ابن عباس عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال:«ترّبوا «١» الكتاب ونحّوه من أسفله فإنه أعظم للبركة وأنجح للحاجة» . وفي حديث «إذا كتب أحدكم كتابا فليترّبه فإنّه مبارك وهو أنجح لحاجته» .
ومن كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضى الله عنه: ترّبوا «٢» الكتاب تنجحوا. ويؤيد ذلك ما روي أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كتب كتابين إلى أهل قريتين فترّب أحدهما ولم يترّب الآخر، فأسلمت القرية التي ترّب كتابها. وهذا المعنى موجود في المكاتبات والولايات وغيرهما لطلب البركة والنّجاح في جميع ذلك.
وقد حكي أنّ أبا دهمان مرض مرضا أشفى فيه، فأوصى وأملى وصيته