الصّبح السّلام، والأزهار قد سلبته عينه فقام من كراه يصيح، وميدان الغصون قد أصخب بمغنى الأطيار وشغب الرّيح، ونسر السّماء قد فرّ من الغداة وبازيها، والنّجوم قد حملت إلى ملحدها من الغرب على نعوش دياجيها، والمجرّة من الجوزاء عاطلة الخصر، وخاقان الصّبح قد حمل على نجاشيّ الظّلام راية النّصر.
لا برح سيّدنا معصوم الرّويّة والارتجال، مسجلا بشجاعة اليراعة والحرب سجال، محمود المواقف والمساعي «والنّقس نقع والطّروس مجال» ، والسّلام.
[الصّنف الخامس]
(الصنف السادس (من الرسائل ما تكتب به الحوادث والماجريات)) ويختلف الحال فيها باختلاف الوقائع: فإذا وقعت للأديب ماجرية وأراد الكتابة بها إلى بعض إخوانه، حكى له تلك الماجرية في كتابه مع تنميق الكلام في ذلك، إما ابتداء وإما جوابا، عند مصادفة ورود كتابه إذ ذاك إليه.
وهذه نسخة رسالة أنشأها الإمام قاضي قضاة المسلمين محيي الدّين، أبو الفضل يحيى، ابن قاضي القضاة الإمام محيي الدّين أبي المعالي محمد، بن عليّ، بن محمد، بن الحسين، بن عليّ، بن عبد العزيز، بن عليّ، بن الحسين، ابن محمد، بن عبد الرحمن، بن القاسم، بن الوليد، بن القاسم، بن عبد الرحمن، بن أبان، بن عثمان، بن عفّان رضي الله عنه، لمّا ورد إلى القاهرة المحروسة في التّاسع من جمادى الأولى من سنة تسع وعشرين وستمائة وتعرف «برسالة النّمس» ؛ وهي:
وردت رقعة سيّدنا أسعده الله بتوفيقه، وأوضح في اكتساب الخيرات