على ظنّ موته ليأكل منه فيقبضه هو. ومن خبثه وحيلته يختلط بكبار الوحوش وجلّتها.
قال في «المصايد والمطارد» : ومن فضائله تشبيههم مشية الخيل بمشيته التي يقال لها: الثعلبية.
ومن عجائبه: أن قضيبه في خلقة الأنبوبة، أوسطه عظم في صورة الثقب والباقي عصب ولحم. وهو كريم الوبر؛ والأسود من وبره في الغاية القصوى، والأبيض منه لا يكاد يفرق بينه وبين الفنك «١» .
ومن خصائصه: أنه يتمرّغ في الزرع فلا ينبت موضعه؛ وربما سفد الكلبة فولدت كلبا في خلقة السّلوقيّ الذي لا يقدر على مثله؛ وقد تقدّم ذكر ذلك في الكلام على الكلاب السّلوقية. ومواضعه الكروم والآجام. ويصيده الفهد والكلب وجوارح الطير.
التاسع «الضّباع»
- جمع ضبع- ويقال لها: أمّ عامر؛ وهي مما يؤكل وإن كانت من ذوات الناب لورود النص بذلك. وتزعم العرب أنها تكون سنة ذكرا وسنة أنثى.
ومن خصائصها: أنها إذا رأت الكلب في ليلة مقمرة على سطح ووطئت ظلّه وقع فأكلته. وإذا اقتحم عليها مقتحم وجارها وقد سدّ جميع منافذ جحرها حتّى يمتنع منه الضوء فلا يبقى فيه خرم إبرة؛ ربطها بحبل وخرج بها؛ وإن بقي ما يدخل منه الضوء، ولو قدر سمّ إبرة وثبت عليه فأكلته، ومن كان معه شيء من الحنظل لم تقربه الضبع.