[المقصد الثالث في ذكر أعيان المملكة وأرباب المناصب الذين بهم انتظام المملكة وقيام الملك، وهم على أربعة أضرب]
الضرب الأوّل أرباب السيوف؛ والنظر فيهم من وجهين
الوجه الأوّل مراتبهم على سبيل الإجمال؛ وهي على نوعين
النوع الأوّل الأمراء؛ وهم على أربع طبقات
الطبقة الأولى- أمراء المئين مقدّمو الألوف، وعدّة كل منهم مائة فارس.
قال في «مسالك الأبصار»«١» : وربما زاد الواحد منهم العشرة والعشرين؛ وله التّقدمة على ألف فارس ممن دونه من الأمراء، وهذه الطبقة هي أعلى مراتب الأمراء على تقارب درجاتهم، ومنهم يكون أكابر أرباب الوظائف والنوّاب. ثم الذي كان استقرّ عليه قاعدة المملكة في الروك «٢» الناصري محمد بن قلاوون، وما بعده إلى آخر الدولة الأشرفية شعبان بن حسين، أن يكون بالديار المصرية أربعة وعشرون مقدّما، ولما استجدّ في الدولة الظاهرية الديوان المفرد لخاص السلطان وأفرد له عدّة كثيرة من المماليك السلطانية والمستخدمين، نقصت عدّة المقدّمين عما كانت عليه، وصارت دائرة بين الثمانية عشر والعشرين مقدّما بما في ذلك من نائب الإسكندريّة ونائبي الوجهين: القبليّ والبحريّ.