الحشرية وغيرها. ومما أهمل من الأنظار بها نظر مطابخ السّكّر كما أهمل شدّها لإضافتها إلى المتحدّث في الأغوار على ما تقدّم ذكره في الكلام على وظائف أرباب السيوف.
الصنف الثالث من الوظائف بدمشق الوظائف الدينية؛ وهي عدّة وظائف أيضا
(منها) قضاء القضاة- وبها أربع قضاة من المذاهب الأربعة على الترتيب المتقدّم في الديار المصرية. فأعلاهم الشافعيّ وهو المتحدّث على الموازع الحكمية والأوقاف وأكثر الوظائف؛ ويختص بتولية النواب في النواحي والأعمال بجميع أعمال دمشق حتّى في غزّة، ويليه في الرتبة الحنفيّ، ثم المالكيّ، ثم الحنبليّ. وكان استقرار القضاة الأربعة بها بعد حدوث ذلك بالديار المصرية، لكن لم تستقر الأربعة دفعة واحدة كما وقع في الديار المصرية في الدولة الظاهرية بيبرس، بل على التدريج. وأقدمهم فيها الشافعيّ؛ وولاية الأربعة من الأبواب الشريفة بتواقيع شريفة.
(ومنها) قضاء العسكر- وموضوعه كما تقدم في الديار المصرية، وبها قاضيا عسكر شافعيّ، وحنفيّ؛ وليس بها مالكيّ، ولا حنبليّ؛ وولايتهما من الأبواب الشريفة السلطانية بتواقيع شريفة.
(ومنها) إفتاء دار العدل- وهي على ما تقدّم في الديار المصرية أيضا، وبها مفتيان شافعيّ وحنفيّ، كما في قضاء العسكر، وولايتهما عن النائب بتواقيع كريمة.
(ومنها) وكالة بيت المال- وموضوعها ما تقدّم في الديار المصرية، وولايتها من الأبواب الشريفة السلطانية بتوقيع شريف ووكالته مثبوتة «١» على الحكام منفّذة. ولكن لا جلوس له بدار العدل كما يجلس وكيل بيت المال بالديار