يوسف بن تاشفين إلى الأندلس، ونزل بغرناطة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة فقبض على عبد الله المذكور.
[الطبقة] الطائفة التاسعة (ملوك المرابطين من لمتونة: ملوك الغرب المتغلبين على الأندلس)
لما غلب أمير المسلمين (يوسف بن تاشفين) أمير المرابطين على بلاد المغرب واستولى عليها، وكان الأندلس قد تقسّم بأيدي ملوك الطوائف كما تقدم، وكان الطاغية ابن الأدفونش ملك الجلالقة «١» قد طمع في بلاد الأندلس، بعث أهل الأندلس إلى أمير المسلمين يستصرخون به فلبّى دعوتهم وسار إلى الأندلس.
ونزل الجزيرة الخضراء في سنة تسع وسبعين وأربعمائة ودفع الأدفونش، وسار تارة ببلاد المغرب وتارة ببلاد الأندلس، وملك إشبيلية وبلنسية، واستقلّ (عبد الله بن بلكين) عن غرناطة وأخاه تميما عن مالقة وغلب المعتمد بن «٢» عبّاد على جميع عمله واستنزل ابنه المأمون عن قرطبة وابنه الراضي عن رندة وقرمونة، وانتزع بطليوس من صاحبها عمر بن «٣» الأفطس، وانتزع عامّة حصون الأندلس من أيدي ملوك الطوائف، ولم يبق منها إلا سرقسطة في يد المستعين «٤» بن هود، وانتظمت بلاد الأندلس في ملكه وانقرض ملك الطوائف أجمع منها، واستولى على العدوتين وخاطب المستظهر الخليفة العباسيّ ببغداد في زمنه فعقد له على المغرب والأندلس وكتب له بذلك عهدا وأرسله إليه، ولم يزل الأمر على ذلك حتّى توفّي سنة خمسمائة.
وقام بالأمر بعده ابنه (عليّ بن يوسف) وفي أيامه تغلب الأدفونش على سرقسطة واستولى عليها.