وعقد عليّ بن يوسف لولده (تاشفين) على غرب الأندلس سنة ستّ وعشرين وخمسمائة وأنزله قرطبة وإشبيلية؛ وعقد (لأبي بكر بن إبراهيم) على شرق الأندلس وأنزله بلنسية، وعقد (لابن غانية) على الجزائر الشرقية: دانية وميورقة ومنورقة. وبقي الأمر على ذلك إلى أن غلب الموحّدون على بلاد المغرب وانتزعوها من يد تاشفين بن علي في سنة إحدى وخمسين وملكوها.
ثم عقد عبد المؤمن أمير الموحدين لابنه (أبي يعقوب) على إشبيلية، ولابنه (أبي سعيد) على غرناطة ثم كانت أيّام يوسف بن عبد المؤمن فغزا الأندلس، ثم رجع إلى إشبيلية سنة ثمان وستين وولّى عمّه (يوسف) على بلنسية، وعقد لأخيه (أبي سعيد) على غرناطة، وعقد على قرطبة لأخيه (الحسن) وعلى إشبيلية لأخيه (على) . ثم عقد (لأبى زيد) ابن أخيه أبي حفص على غرناطة ولابن أخيه أبى محمد عبد الله بن أبى حفص على مالقة. ثم عقد لابنه أبى إسحاق على إشبيلية ولابنه يحيى على قرطبة، ولابنه أبى يزيد على غرناطة ولابنه أبي عبد الله على مرسية. وقتل في قتال النصارى في صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
وولي ابنه (أبو يعقوب) ورغب ابن أدفونش في مهادنته فهادنه. وعقد على إشبيلية للسيد أبي زيد بن الخليفة، وعلى بطليوس لأبي الربيع بن أبي حفص، وعلى غرب الأندلس لأبي عبد الله بن أبي حفص. ورجع إلى مرّاكش سنة أربع وتسعين وخمسمائة ومات بعدها.
وولي ابنه الناصر (محمد بن المنصور) ونزل إشبيلية، وذلك في صفر سنة تسع وستمائة ثم رجع إلى مرّاكش فمات بها.
وولي بعده ابنه (المستنصر يوسف) وكان الوالي بمرسية أبا محمد عبد الله بن المنصور فدعا لنفسه، وتسمّى بالعادل، وكان إخوته أبو العلاء صاحب قرطبة وأبو الحسن صاحب غرناطة وأبو موسى صاحب مالقة فبايعوه سرّا وخرج من مرسية إلى إشبيلية فدخلها وبعث إليه الموحدون بالبيعة، ودخل مرّاكش فكانت