وكان أبو حمو صاحب تلمسان قد مات واستولى عليها بعده ابنه (أبو تاشفين) قائما بدعوة أبي العبّاس صاحب فاس، ومات أبو تاشفين وأقيم ابنه طفلا فيها، ثم قتله عمّه يوسف بن أبي حمو، وجهّز السلطان أبو العباس ابنه (أبا فارس عثمان) فملكها وأقام فيها دعوة أبيه، وتوفّي السلطان أبو العباس بمدينة تازا في المحرّم سنة ست وتسعين وسبعمائة، واستدعوا ابنه أبا فارس فبايعوه بتازا، ورجعوا به إلى فاس، وأطلقوا أبا زيّان بن أبي حمو من الاعتقال وبعثوا به إلى تلمسان. وبقي أبو فارس في مملكة الغرب إلى الآن: وهو السلطان أبو فارس:
عثمان ابن السلطان أبي العباس أحمد، ابن السلطان أبي سالم إبراهيم، ابن السلطان أبي الحسن علي، ابن السلطان أبي سعيد عثمان، ابن السلطان أبي يوسف يعقوب، بن عبد الحق.
[المقصد الرابع (في بيان ترتيب هذه المملكة، وفيه تسع (عشر) جمل)]
الجملة الأولى (في ذكر الجند، وأرباب الوظائف: من أرباب السّيوف والأقلام، ومقادير الأرزاق الجارية عليهم، وزيّ السلطان، وترتيب حاله في الملك)
أما الجند، فأشياخ كبار وأشياخ صغار، وهم القائمون مقام الأمراء الطّبلخانات بمصر على ما تقدّم في أفريقيّة، ولا يعرف بها أمير له عدّة كما بمصر والشام وإيران، ولا يطلق اسم الإمرة عندهم على أحد من الجند بحال. ثم بعد الأشياخ عامّة الجند من الأندلسيّين وغيرهم، والعلوج من الفرنج، على ما تقدّم في مملكة أفريقيّة من غير فرق في الترتيب، والوزراء والقضاة وأرباب الوظائف على نحو ما تقدّم في أفريقيّة.
الجملة الثانية (في زيّ السلطان والأشياخ وأرباب الوظائف في اللّبس)
أما زيّ السلطان والأشياخ وعامّة الجند، فإنهم يتعمّمون بعمائم طوال،